مجلد 268 صفحة ورق شموا

كتاب عيار الشعر

40.25

رقم الموديل
153143

مجلد 268 صفحة ورق شموا

كتاب عيار الشعر

40.25

كتاب عيار الشعر لابن طباطبا، هو أحد مصادر التراث الأدبي والنقدي عند العرب. جاء عن مؤلف الكتاب في مقدمة الناشر لدار الكتب العلمية، بشرح وتحقيق عباس عبد الساتر(ط1 / بيروت/1982م): «هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم العلوي، يرجع نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، (وطباطبا) هي الصفة التي لحقت إبراهيم بن إسماعيل العلوي، إذ إنه كان يلثغ بالقاف فيجعلها طاء».ص7


ولد ابن طباطبا في أصبهان، ونشأ وتأدب فيها، ولم يغادرها إلى غيرها كما يقول ياقوت الحموي في معجم الأدباء، وتوفي في سنة 322 للهجرة.(انظر: ص6،ص7).


يعد كتاب عيار الشعر من الكتب الصغيرة الحجم مقارنة ببعض كتب التراث الأخرى؛ إذ بلغت صفحاته في طبعة التحقيق المذكورة 171 صفحة، ولكنه كبير الحجم بفوائده ومواضيعه التي طرقها.


ونبدأ بعنوان الكتاب المثير للانتباه في زمانه ومكانه (عيار الشعر )، ومن معاني العيار في المعجم ما تقدر به الأشياء من كيل أو وزن، وكما نرى هو أقرب المعاني لعنوان كتابنا هذا؛ فبه يقدر الشعر ويوزن وفق شروط صناعته ونقده، جاء في لسان العرب لابن منظور «..وعير الدينار: وازن به آخر، وعير الميزان والمكيال وعاورهما وعايرهما وعاير بينهما معايرة وعيارا: قدرهما ونظر ما بينهما (مادة عير، لسان العرب، مج4، دار صادر، ص623)


احتوى الكتاب على قضايا ومسائل شعرية ونقدية، كانت قد أخذت بلب علماء الأدب واللغة في ذاك الزمان، ومن تلك القضايا التي ناقشها ابن طباطبا في كتابه: شعر المولدين، و عيار الشعر، وضروب وأدوات التشبيه، والأبيات التي أغرق قائلوها في معانيها، والأشعار المحكمة المتقنة المستوفاة المعاني، والأشعار الغثة المتكلفة النسج، والشعر الحسن اللفظ الواهي المعنى، والشعر الصحيح المعنى الرث الصياغة، والمعاني المشتركة (السرقات)، والقوافي والأوزان، وغير ذلك.


قدم ابن طباطبا لكتابه بمقدمة نقدية قيمة، وأورد بعد ذلك قضاياه مدللا على ما يقول بأبيات من الشعر العربي، ولا يخلو كلامه من الاستطراد أحيانا كعادة الكتابة عند القدماء. يقول في مقدمته، مفرقا ومميزا ما بين الشعر والنثر:


« الشعر أسعدك الله كلام منظوم بائن عن المنثور، الذي يستعمله الناس في مخاطباتهم» ص9. ويواصل حديثه عن سمات الشعر الفنية، ووقوعه ما بين الطبع والصناعة أو الطبع والدربة؛ فالذي اضطرب ذوقه وموسيقى شعره، لا بد له من تقويم وتجويد وتصحيح، يقول:«النظم الذي إن عدل عن جهته مجته الأسماع، وفسد على الذوق، ونظمه معلوم محدود، فمن صح طبعه وذوقه لم يحتج إلى الاستعانة على نظم الشعر بالعروض التي هي ميزانه، ومن اضطرب عليه الذوق لم يستغن من تصحيحه وتقويمه بمعرفة العروض والحذق به، حتى تعتبر معرفته المستفادة كالطبع الذي لا تكلف فيه...» ص9. وهذا وجه من وجوه نقد الشعر وميزانه الذي يقاس به، وأقصد بالقياس والوزن هنا الحكم عليه بالجودة أو الرداءة، والشعر واقع ما بين الذوق، والطبع، والصناعة، وعدم التكلف، كما نستشف من قول ابن طباطبا. (انظر أيضا: المكتبة الشاملة الإلكترونية، تحقيق عبد العزيز بن ناصر المانع، مكتبة الخانجي)


وفي صناعة الشعر يجعل ابن طباطبا من الألفاظ والمعاني والأوزان أساسا لبناء القصيدة الشعرية، يقول: «إذا أراد الشاعر بناء قصيدة محض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره نثرا، وأعد له ما يلبسه إياه من الألفاظ التي تطابقه، والقوافي التي توافقه، والوزن الذي يسلس له القول عليه..» ص11.


وقضية اللفظ والمعنى من القضايا التي شعلت علماء اللغة العربية القدماء، ونجدها من القضايا البارزة في كتابه، مبينا العلاقة الوشيجة بين اللفظ والمعنى، وعلى الشاعر أن يختار المعاني المتوافقة والمناسبة للألفاظ كما يختار الألفاظ المناسبة للمعاني، يقول: «وللمعاني ألفاظ تشاكلها فتحسن فيها وتقبح في غيرها؛ فهي لها كالمعرض للجارية الحسناء التي تزداد حسنا في بعض المعارض دون بعض..»ص14.


وقد أورد ابن طباطبا نماذج شعرية على قضايه ومسائله النقديه هذه، وليس بوسعنا ذكر الكثير منها في هذه القراءة السريعة المختصرة، ولكننا نذكر نموذجين على سبيل التمثيل مما ذكر.


يورد في موضع (الشعر المحكم النسج) بيت الحطيئة القائل:


دع المكارم لا ترحل لبغيتها**** واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي (انظر: ص113) لم يشرح ابن طباطبا البيت شرحا مفصلا، لكنه قال كلمتين عن (الكاسي)، تدلان على استحسانه وإعجابه الشديد، وهو يورده في باب الشعر المحكم النسج، يقول: «فقوله الكاسي عجيبة الموقع» ص113


وفي موضع آخر يقول: «فمن الأشعار المحكمة المتقنة المستوفاة المعاني، الحسنة الرصف، السلسة الألفاظ، التي خرجت خروج النثر سهولة وانتظاما، فلا استكراه في قوافيها، ولا تكلف في معانيها...، قول زهير:


سئمت تكاليف الحياة ****ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم


رأيت المنايا خبط عشواء من تصب*** تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم


ومن لا يصانع في أمور كثيرة**** يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم


  • mada
  • credit_card
  • credit_card
  • stc_pay
  • apple_pay
  • tabby_installment
  • tamara_installment