على جابر الفيفي
المقدمة
الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فهذه مقالات كتبتها متتابعة في مدَّة زمنية متقاربة، ورأيت أن موضوعاتها يرمق بعضها بعضا بطرف خفي، وطابعها متشابه متجانس، وذلك جعلني أتشجّع في ضم بعضها إلى بعض، وإخراجها في كتاب يلم شعثها، ويجمع متفرقها ..
حاولت في هذه المقالات أن آتي بشيء مما حدث لي أو لمن أعرفه في مدرسة الحياة، ثم أمزجه بتأملات سنوات العمر،
آية محكمة، أو حديث يشع نورا، أو حكمة بالغة، المستفادة من أو بيت شعر أو تعثّر رمادي أو ابتسامة وردية، ثم صببت ذلك في أسلوب حرصت أن يكون سهلاً، قريب المأخذ، يفهمه متوسّط الثقافة، ولا يزدريه المتقدّم في العلم والمعرفة إن شاء الله .
تحدثت في هذا الكتاب عن الأم وقلبها النابض، والأب وحنانه الدافق والمعلم وحدبه على تلاميذه، والأخ الذي يقاسم أخاه الروح والنبضات والأحلام والتطلعات، والصديق الذي يجمّل وجوده الحياة..
تحدثت أيضًا عن الكلمة النبيلة، والأخرى المسكونة شراء تحدثت عن الشهامة وعن الطيبة التي تمتلئ بها قلوب الناس وقلت شيئًا عن أمراض النفوس، وأدواء القلوب..
لم آت في الكتاب بالمستغرب، ولم أستجلب العجائب، أو أنقب عن الشرائد .. بل حاولت أن أنظر إلى المناظر نفسها، وأتأمل المشاهد نفسها التي يراها الجميع، ولكني استخدمت عدسة أخرى هي عدسة ذاتيَّة بحتة تحمل ألواني الخاصة، وتجربتي المتواضعة .. فأتيت بالمعروف المشهور، ثم أعدت إنتاجه وصياغته، بضرب مثال أو مزيد توضيح، أو إضافة ظلال أسأل الله أن تجد أخي القارئ في هذا الكتاب بغيتك، فإن لم يكن ذلك، فسامح مجتهدًا أراد الخير .. والله يغفر لي ولك..
علي جابر الفيفي
١٤٣٨/٤/٩هـ
