الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن أحكام صلاة المسافر من مهمات المسائل ولا سيما في زماننا هذا؛ نظرًا لكثرة التنقل والأسفار، وتنوع وسائل النقل، وقد عُني العلماء بأحكام السفر، فمنها ما هو مفرد ،بالتصنيف ومنها ما هو مدون في كتب الحديث والفقه، وقد كتبت في هذه الأحكام رسالة موجزة، ضمنتها مسألة من مسائل أحكام صلاة المسافر ثلاثا وستين وأضفت إليها شيئًا من آداب السفر ومما دعاني إلى كتابتها
ثلاثة أمور :
:الأول طلب بعض الإخوة الأعزّاء، بناء على رأيهم في أنه لا يوجد رسالة مختصرة وافية بالمراد ما سمعته من تساهل واضح في صفة أداء صلاة
الثاني : السفر، ولا سيما في سفر النزهة مثل : رحلات الصيد وفصل الربيع، أو في أو في الأسفار العارضة كإنجاز معاملة أو مراجعة مستشفى أو عيادة مريض أو زيادات عارضة في الإجازات والأعياد، فيتخلف الرجال عن صلاة الجماعة في المسجد، ويقصرون ،ويجمعون والنساء يصلين في محل السكن أو عند قرابتهن قصرًا وجمعا .
الثالث على كثرة ما كتب في هذا الموضوع من رسائل صغيرة أو فتاوى لم أرَ رسالة مختصرة شاملة لغالب مسائل هذا الباب، مع أن الإحاطة غير واردة؛ لكثرة المسائل وتعدد النوازل .
وقد حَرَصْتُ على أن تكون المسائل مقرونة بالدليل أو التعليل، مع الاقتصار على بعض الأدلة، واختيار القول الراجح دون ذكر الخلاف إلا إذا كان قويا أو مشهورًا فإني جدا في هذه الرسالة، أشير إليه مع الاختصار، وهذا قليل وليس لي في ذلك سوى الجمع والترتيب والصياغة بالأسلوب المناسب، ومع ذلك فأرجو من القارئ الكريم أن يتفضل عليَّ - مأجورًا ومشكورًا - بإهداء ما يراه من ملحوظات، من خطأ في فهم مسألة، أو خلل في عَزْو، مقرونا بما يؤيده .
المسافرين لا في موضوع مسافة السفر، ولا في موضوع الإقامة التي ينقطع بها السفر فعلى المسافر أن يتقي الله ما استطاع، وما أشكل يؤخذ فيه بالاحتياط .
والله أسألُ أن يرزقنا حسن القصد وصلاح العمل، وأن يتجاوز عن الخطأ والزلل ؛ إنه سميع قريب مجيب .
وكتبه
عبد الله بن صالح الفوزان في ١٤٤١/١/١هـ