تأليف الدكتور / رفيق حميد طه السامرائي
النظام الاجتماعي في الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الكريم محمد وعلى محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فإن كثيراً من المحاولات في قضايا الاجتماع اتجهت إلى النظرة المادية في تحليلها لقضاياه، والسبب في ذلك راجع إلى ثقافة الباحث المتأثرة بالنظرة المادية، وهذه النظرة لا تستقيم وعلم النظام الاجتماعي الإسلامي، بل تتنافى مع مبادئ الإسلام وشموليته.
من
ولقد أحببت في هذا الكُتيب إظهار عظمة الإسلام وقدرته على حلّ ومعالجة قضايا الاجتماع، مؤكداً على أنه البديل لجميع النظريات الاجتماعية المتأثرة بالثقافة الغربية منطلقاً عقيدة التوحيد التي تُحدد الضابط والأساس الأول في علم النظام الاجتماعي الإسلامي، لما لها من منهجية تأصيلية تُحدد للإنسان الاعتقاد الصحيح لمسائل العقيدة المختلفة في جوانبها. وهذه الدراسة التي أقدمها تهدف إلى بيان معالم بناء المجتمع وتوضح أهمية وعظمة التراث الإسلامي الذي خلفه العلماء المسلمون، وعلى ما تتميز به الثقافة الإسلامية وتستقلّ به عن غيرها من الثقافات الأخرى في مختلف جوانب التراث الإسلامى. كما قصدت إماطة اللثام عن منهجية علماء المسلمين التأصيلية في دراسة مختلف فروع الثقافة الإسلامية ومنها النظام
الاجتماعي .وبينت من خلال هذه الدراسة أنَّ الوحي الإلهي هو الذي يقيم الحجة، وهو المصدر الأصيل لمعالجته قضايا علم الاجتماع، وبذلك يُصبح علم الاجتماع الإسلامي متميزاً على غيره وذلك بمنهجيته الإسلامية الأصيلة ذلك إن قضايا الوجود لا يمكن لها أن تحقق التوازن في مناحي الحياة المختلفة، ما هو المهيمن والمنظم
يكن مصدر التلقي " الوحي الالهي لعلم الاجتماع الإنساني.
وعليه فقد اعتمدت في هذه الدراسة على آيات القرآن الكريم وعلى الأحاديث الصحيحة والحسنة، و السلف الصالحة للاحتجاج، كما التزمت تفسير النصوص حسبما وردت عن الصالح. وذلك لأن القرآن الـكـريـم هـو الذي يوجه الإنسان ويجعله مسؤولاً عن التغيير الإيجابي، سواء على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي، خاصة وإن الحياة تصاحبها كثيراً من المتغيرات على مختلف الأصعدة.
