للامام محمد بن عبد الوهاب
تاليف خالد عبد الله البديخي
علق عليه الشيخ الدكتور عبد العزيز ال عبد العطيف
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين معبود الموحدين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد :
فأتشرف أن أضع بين يديك أيها القارئ تقريباً لكتاب التوحيد، سائراً في شرحه على قول الأصفهاني حيث قال : ألا فاعلمن أن التأليف سبعةُ لكل لبيب في النصيحة خالص فشرح لإغلاق وتصحيحُ مخطي وإبداع حبر مقدم غير ناكص وترتيب منثور وجمعُ مُفرَّقٍ وتقصير تطويل وتتميم ناقص ولما لكتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب الله ، من المنزلة الرفيعة والطريقة المبتكرة العظيمة والمادة العلمية الأصيلة، والشروح المباركة الكثيرة، والتعليقات المحققة الجليلة رأيت أن أنظم كل ما قاله الأصفهاني في عقد واحد أزين فيه كتاب التوحيد؛ لأتشرف بتقريبه وتسهيله لكل من رام الاستفادة والإفادة، مع اعترافي بأني قصير الباع، قليل الاطلاع ليس لي إلا الانتقاء والاختيار من كلام العلماء الأخيار.
ورأيت أن أسميه بـ منحة الحميد في تقريب كتاب التوحيد . وفي الختام أهمس في أذنيك أيها القارئ الكريم بما ختم به ياقوت الحموي مقدمة كتاب له حيث قال : إنما تصديت لجمع هذا الكتاب لفرط الشغف والغرام، والوجد بما حوى والهيام، لا لأحد أجتديه، ولا لصدر أرتجيه (١) ، غير أني راغب إلى الناظر فيه، أن يترحم عليّ، ويعطف جيد دعائه إليّ، فذلك ما لا كلفة فيه عليه، ولا ضرر يرجع به إليه، فربما انتفعت بدعوته، وفزت بما قد أمن هو من
معرته . اهـ .
وراغب كذلك من قارئنا الكريم إذا بدا له بين صفحات هذا الكتاب زلة قلم أو نبوة فهم أن يُراسلني مأجوراً مشكوراً، فالأذن مصغية والصدر منشرح ؛ لأن ما يخطه الكاتب عرضة للخطأ والتقصير ٢
ولا أنسى أن أبين للقارئ أن كتابنا قائم على أسلوب الإيجاز، والإيجاز ملاكه الأناة والفطنة. فإذا قرأته قراءة العجلان، لا تضافر منه إلا بقبس العجلان.
والله أدعو أن يجعل انتفاعك بقراءته، كفاء ما بذلت من والإخلاص في كتابته وأن يبارك فيه، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يجزي كل من استفدت منه من أئمة المسلمين وعلمائهم خير الجزاء، وأن يكون موصلاً من سعى فيه إلى جنات النعيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كتبه
خالد بن عبد الله بن حمد الدبيخي